كلية اللغة العربية ..ثالث كليات الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية
كلمة عميد الكليّة الأستاذ الدكتور عبد الكريم الزبيدي
تأسّست كليّةُ اللغة العربية بعد تأسيس كلّيّتي الشريعة والقانون في الجامعة العالمية للعلوم الإسلاميّة بعد أنْ رأت رئاسةُ الجامعة والمجلسُ العلمي فيها أهميّة اللغة العربية في عصرنا الحاضر الذي أصبحت فيه اللغة العربية في آخرِ رَكْبِ اللغات التي اعتُمِدَتْ للتخاطب في المحافل الدولية. وممّا لا يختلف عليه اثنان أنَّ لغةَ كُلِّ قومٍ تُعَدُّ العُنصر الأعظم في عناصر تشكيل هويّة القوم، وأنّ حضارةَ كُلِّ قوم وتقدّمهم في مجالات العلوم والتَّمَدُّن والحياة الاجتماعة تقومُ على اعتماد القوم لغتهم في كافّة المُؤسّسات العلمية من مدارس بجميع مراحلها، وجامعات ومعاهد وكلّيات المُجتمع المدني، وفي كافّة العلوم البحتيّة والإنسانية، وكافّة مجالات البحوث العلميّة والإنسانية.
واللغّة العربيّة أفْضَلُ لغات الشعوب في قُدْرَتها على استيعاب العلوم بجميع مجالالتها، فقد وصلتْ درجةَ الكمال في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، وتَمَكّنَ أهلُها العربُ من ناصيتها، فنظموا بها أهم قصائدهم في تلك الفترة الزمنيّة، وكانوا يتفاخرون بلغتهم في أسواقٍ عَقَدوها للتباري في الخطابة ونظم الشّعْر، ولا يُوجَدُ قومٌ في تلك الحِقبة الزمنيّة تمكّنوا من لغتِهم ونظموا الكلامَ بها دُرَراً ولآلئ زيّنوا بها تاجَ التأريخ كالعرب.
ولمّا بعثَ اللهُ رسولَهُ العربيَّ مُحمّداً (ص) أنزلَ كلامَهُ عليه في القرآن بلغة العرب وأساليبهم في الكلام، فكان القرآنُ الكريمُ النازلُ باللغة العربية يحملُ إلى الناس بلغتِهِ كُلّ الأحكام والتشريعات الإلهيّة التي يحتاجها الناسُ إلى يوم القيامة، ويحملُ بلغتِهِ المفاهيمَ الإلهيّةَ للحياة الاجتماعيّة السعيدة، وقصص الأقوام الماضية، وتاريخ النّبُوات.
وقد مَرّت اللغةُ العربيّةُ بتجربةٍ ناجحة زمَنَ انفتاحها على علومِ الشعوب في مُختلف أنحاء الأرض بعد الفتوحات الإسلاميّة، فاستوعبتْ كُلّ علوم الشعوب ولم تعجزْ عن تحمّلها، فاستوعبتْ علومَ فارس والهند واليونان والرومان، فأُلِّفت بها كُتُب الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم.
وتبرزُ أهمية تعلّم اللغة العربية في فهم القرآن والحديث النّبويّ، وفهم مصادر حضارة العرب والمسلمين في مُؤلّفات علماء المُسلمين الأوائل في مُختلف مجالات العلوم، فلا يُمكنُ الوصول لفهمٍ صحيحٍ للقرآن الكريم والحديث الشريف ولكتب التاريخ والسيرة والعلوم الأخرى المكتوبة باللغة العربية إلّا بتعلّم اللغة العربية وأساليب العرب في الكلام.
رسالة كليّة اللغة العربية بالجامعة العالميّة للعلوم الإسلاميّة
تسعى الكُلّيةُ إلى:
ربط المُتعلّم العربي بلغته واعتزازه بها، ولا يتحقّق هذا الأمْرُ إلّا بدراسة علوم اللغة العربيّة، ومعرفة أساليب العرب في الكلام.
خِدمة القرآنِ الكريم من خلال ربطِ علوم العربية بالقرآن الكريم، لتأسيس فهم صحيح للقرآن باعتباره نصّاً إلهياً بلغةِ العرب وأساليبهم في الكلام.
إعادة شعور العربي بأهميّة لغته، واعتزازه بها.
أهداف كليّة اللغة العربية بالجامعة العالميّة للعلوم الإسلاميّة
-
تخريج مُتخصّصين باللغة العربية يأخذون على عاتقهم تعليم أبناء العرب لغتهم، ويزرعون في نفوسهم اعتزازهم بلغتهم وانتماءهم العربي .
-
خَلْق المهارات اللغوية لدى الباحثين والمُؤلّفين الذين يكتبون بحوثَهم ومُؤلّفاتِهم باللغة العربية، لتكون بحوثُهم ومُؤلّفاتُهم سليمة من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية.
-
تخريج أعداد من الطلبة يفهمون أساليب العرب في كلامهم لكي يكونوا قادرين على فهم القرآن الكريم والحديث النبّوي والشعر العربي.
-
زيادة قُدرة المُهتمين بنَظْمِ الشّعْرِ العربي على نظْمِ الشّعْر من خلال تعلّمهم الأدب العربي القديم والحديث، وتعلّمهم عِلْمَ العروض (بحور الشّعْر وأوزانه وقوافيه)، ومن خلال زيادة ثروتهم اللغوية في الألفاظ العربية التي يحتاجها ناظم الشعر.
-
تخريج أعدادٍ من الطلبة يُحِبّون اللغة العربية ويُدافعون عنها، وتوجيههم نحو الاندماج بالشباب العربي الذي أصبح زاهداً باللغة العربية لإعادة الثقة إليهم بلغتهم، وتوجيههم نحو تعلّمها وتذوّقها.
-
عَمَلُ دورات قصيرة لمَنْ يرغَب في زيادة معرفته اللغوية في أحَدِ علوم اللغة العربيّة كالنحو، والصّرف، وعِلْم اللغة، وفقه اللغة، والعروض، وغيرها من علوم اللغة العربيّة.
